ثروات الفيوم

الفيوم..الأرض الغنية بالخضرة والآثار

الفيوم من أشهر المناطق السياحية وأجملها في مصر، فهي تتميز بأنها أقرب

المناطق السياحية للعاصمة القاهرة حيث تبعد عنها نحو 90 كيلو متراً، ويربطها

بها طريق يبتعد عن ازدحام المناطق السكنية ما يمكّن الزائر من الاستمتاع بمعالم

المدينة والعودة في اليوم ذاته خلال ساعة زمن واحدة إذا رغب في ذلك. في الفيوم

توجد كل سبل الراحة حيث تعد واحة خضراء، وبها المتنزهات المائية، وأهمها بحيرة

قارون على مساحة 55 ألف فدان ووادي الريان على مساحة 35 ألف فدان.. كما أن

الفيوم تجتمع فيها كل عناصر الزيارات الأثرية إذ تضم آثاراً من جميع العصور بدءاً من

عصر ما قبل التاريخ بأكثر من 40 مليون سنة متمثلة في وادي الحيتان الذي يضم هياكل

لأكثر من 400 حوت، مروراً بالآثار المصرية القديمة واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية

حتى متاحف وقصور ثقافة العصر الحديث.. كما أن الفيوم تضم البيئات الطبيعية المختلفة

الريفية والساحلية والصحراوية

تبدأ زيارات الفيوم مع مدخل المدينة بمتحف كوم أوشيم الذي يتكون من طابقين يحتوي

الطابق الأول على قطع أثرية من جميع العصور بينما يشتمل الطابق الثاني على مجموعة

من مقتنيات الفن القبطي والعصر الإسلامي والعصر الحديث..

ولعل أجمل ما في المتحف مجموعة «بورتريهات» -صور لوجوه أشخاص أثرية يرجع

اكتشافها إلى عالم الآثار الإنجليزي سير فلندرزبتري الملقب بـ «أبو المصريات» حيث

عثر عليها عام 1888 أثناء حفره بالجبانة الرومانية بمنطقة هوارة في الفيوم حيث

كشف عما يقترب من 146 «بورتريه» تعد أروع البورتريهات من الناحية الفنية، الملاحظ

أنها تعتمد على أسلوب تصفيف اللحية والشعر بالنسبة للرجال وعلى الحلي والتزيين

وتصفيف الشعر للنساء مرتبطا بـ «الموضة» في روما في ذلك الوقت، تم تنفيذ البورتريهات

على لوحات خشبية أو منسوجات وتلوينها بمادة «التمبرا» ثم تغطى بطبقة من شمع

النحل لحمايتها مع سحق الأصباغ ومزجها بالشمع لتنتج رسومات أكثر ضياء

ونوراً بألوان زاهية.

يحيط محافظة الفيوم ومبانيها الإدارية عدد من الآثار أولها قصر ثقافة الفيوم وهو من أهم

المعالم والمزارات الحديثة حيث يعد فريداً في تصميمه على شكل «قمع» أو هرم مقلوب.

يضم مسرحاً مجهزاً للعروض الفنية خاصة الشعبية.

بالقرب من المحافظة تقع مسلة سنوسرت التي بناها الملك سنوسرت الأول أحد ملوك

الأسرة الثانية عشرة من الجرانيت الوردي ويبلغ ارتفاعها 13 متراً وتتميز بقمة دائرية الشكل.

200 ساقية

سواقي الهدير تعد رمزاً وشعاراً للفيوم حيث بها أكثر من 200 ساقية نتيجة تعدد

مستويات الأرض الزراعية فتم استخدامها لري الأرض الزراعية وتعمل بقوة دفع المياه.

يزداد جمالها مع الأماكن التي تنتشر بها أبراج الحمام.. كما توجد بالفيوم قناطر اللاهون

مصنوعة من الحجر الصلب شيدها الظاهر بيبرس من أجل تنظيم دخول المياه إلى المدينة.

على مسافة 9 كيلو مترات فقط تقع عين السيلين، وكلمة سيلين تعني القمر باليونانية،

وهي عبارة عن حدائق ومدرجات خضراء وطواحين ونوافير تنساب الماء من صنابير

بالجدران تشكل جمالا ساحرا.

بالقرب منها يتم بيع العديد من المنتجات مثل البلح بأنواعه المختلفة أو المشمش

المجفف والزيتون أو الصناعات اليدوية من أوان وأكواب الفخار أو السلال المصنوعة من

سعف النخيل والخوص، إضافة للمنسوجات الصوفية والقطنية بالأشكال الجميلة المرسومة.

عند زيارة الفيوم لابد من زيارة سوق القنطرة أو وكالة المغاربة، وهي عبارة عن سوق

أثري وتاريخي يرجع تاريخه إلى العصر الفاطمي حيث كان مركزاً تجارياً للقوافل بين المشرق

والمغرب العربي.

مساجد أثرية

في الفيوم يوجد عدد من المساجد الأثرية أشهرها مسجد قايتباي وشيدته

خوندا أصلباي زوجة السلطان قايتباي متفردا بعمارته الجميلة إذ يبدو المنبر

مطعما بسن الفيل المستورد من الصومال ومركبا من جزيئات صغيرة

يمكن فكها وتركيبها.. كذلك يوجد المسجد المعلق الذي يرجع إلى العصر

العثماني وشيده الأمير «سليمان» على طراز المساجد المملوكية.. وسمي

بالمسجد المعلق لبنائه على ربوة عالية. ومسجد الروبي الذي شيده السلطان

برقوق المتشابه بشكل مئذنته لمئذنة الجامع الأزهر. كما تضم عدداً من الكنائس

الأثرية أشهرها دير الملاك غبريال في جبل النقلون على مسافة 13 كيلو متراً

جنوب الفيوم ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي، ويعد من أقدم الأديرة بالفيوم.

أما دير العزب فيقع على مسافة 5 كيلو مترات جنوب المدينة وبه كنيسة أثرية للسيدة

العذراء ومزار للأنبا إبرام ومتحف للمخطوطات.

وتختزن ضواحي الفيوم آثارا فرعونية قديمة أشهرها هرم هوارة الذي بناه الملك أمنمحات

الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة ويبلغ ارتفاعه 58 متراً، وهرم اللاهون الذي

بناه الملك سنوسرت الثاني أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة بارتفاع 48 متراً ويوجد

بجواره ثماني مصاطب وهي مقابر الأميرات..

كما توجد مدن وقصور فرعونية أشهرها مدينة ماضي التي تقع على بعد 35 كيلو

متراً من مدينة الفيوم بناها الملك أمنمحات الثالث وأكمل بناءها ابنه أمنمحات الرابع

وتضم معبدا فرعونيا.

أما قصر الصاغة فهو عبارة عن معبد فرعوني صغير من عصر الدولة الوسطى، يقع

بالجزء الشمالي من بحيرة قارون.. كما توجد قاعدتا تمثال أمنمحات الثالث وزوجته

بقرية بيهمو على مسافة 7 كيلو مترات من المدينة وقصر اللابرانت بالقرب من هرم هوارة.

خضرة وفطير مشلتت
إذا كانت هذه الآثار مشيدة وتجذب الزوار فإن الفيوم تتميز أيضا بأنها واحة خضراء

فيها الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة خاصة مع هدير السواقي. كما تتميز الفيوم

بالسياحة البيئية وسياحة السفاري وتتجمل بأبراج الحمام التي تنفرد بها الحياة الريفية.

لا تكتمل الزيارة إلى الفيوم الجميلة من دون تذوق الفطير المشلتت الشهي وأكلات

السمك على بحيرة قارون حيث توجد المتنزهات والفنادق الصغيرة على شاطئها

مثل قرية شكشوك وقرية اللوتس، واحة الجنة وقرية إيزيس وقرية الفنانين التشكيليين

التي عرفت بصانعي الفخار..

منقول