جريمة قتل وإحساس أب

جريمة قتل وإحساس أب

استيقظ من نومه كعادته فى ساعة الضحى ارتدى ملابسه التى لاتدل على إنتمائه

لوزارة الداخلية وذلك لان عمله يتطلب التمويه والتنكر والسرية التامة حتى

يتمكن من مباشرة عمله دون ان يعرفه احد ويتمكن من القبض على الجناه إنه

سيادة العميد....رئيس مباحث المديريه لإحدى محافظات مصر

وصلت سيارته بقيادة احد المجندين الى بوابة المديريه وما ان لوح بيديه عزف

البروجى تنبيها بالانتباه

وما ان جلس بمكتبه وقبل تناول قهوة الصباح إستأذنه الحاجب فى دخول احد

المواطنين اليه ليقدم بلاغ

فإذن له بالدخول وما ان جلس على كرسى امام مكتبه إنخرط الرجل فى البكاء

معلنا بأن مصيبة حلت به وقال لى طفل فى عمر الثلاث سنوات إختفى ولم أعثر

عليه وتقدمت بعدة بلاغات ولم يحرك ذلك ساكنا ولم اعثر على إبنى حتى الآن

فأرجو منك المساعدة حتى اعثر عليه إنتبه سيادة العميد للكلام جيدا وساورته

شكوك وظنون كثيره وقال للرجل إكيد سألت كل أقاربك وجيرانك ولم تصل لشئ

قال له انا لم أبقى على مكان إلا وطرقته جميع الاقسام والمستشفيات حتى البحور

لما فتشت فيها بمساعدة الاهل والجيران ولكن دون جدوى فلم اجد من سبيل الا

طرق بابك وعموما انا هقولك انا شاكك فى إبن عم لى هو وراء إختفاء إبنى هنا

تدخل شقيقه فى الحديث وقال يابيه ماتخدش على كلامه اخويا تعبان ومش عارف

هو بيقول إيه ده إبن عمنا يعتبر جد الطفل وكان بيدور معانا فى كل مكان رحناة

حتى البحور لما نزلها معانا وده واحد مننا ولا يمكن يعمل كده

راجع العميد والد الطفل فى هذا الحديث الا انه اصر على موقفه مؤكدا ان جد

الولد وراء إختفائه

وتحت هذا الاصرار وحالة المبلغ التى يرثا لها قرر أن ينفذ البحث عن هذا الطفل

على الفور جهز قوة من الشرطة السريين وتوجها صوب بلدة المبلغ وأثناء قربهم

من المنزل شاهد المبلغ إبن عمه المشكوك فيه يسير على قدميه إذ صرخ بأعلى

صوته مناديا يابيه هو ده الراجل اللى قلتلك عليه فما ان لمحه أمره بركوب

السيارة متجها الى منزله وعند المنزل تفوه الرجل بكلمات الواثق إتفضل يابيه

ادخل مكانك ومطرحك ونادى على إبنه داخل الدار وامره بإحضار مشروبات

للمرافقين له عندئذ تحدث العميد وقال اين الطفل وماذا فعلت به أبن عمك إتهمك

بأنك وراء إختفائه

هكذا قال ماقاله بدون مقدمات حتى يحدث مفاجئة له تجعله غير قادر على التفكير

ولكن هيهات ان ينخلع مثل هذا الرجل او ينهار او حتى تظهر عليه اى علامة

تفيد إرتكابه ثمة جريمه وقبل أن يجيب على الكلمات التى سمعها الحاضرون

تدخل شقيق المبلغ بالكلام وقال يابيه ماتتعبش نفسك هذا الرجل جد الطفل

ومستحيل ان يفعل شئ يضر ولدنا عند هذا القول اعرض عنه العميد وبدأ يتفحص

المكان عله ان يجد ضالته واثناء ذلك امر الشرطه السريين بتفتيش الدار جميعه

على مرأى ومسمع من الحاضرين جميعا

وبعد فترة ليست بقصيرة رجع كل واحد وأفاد بالتمام وبأنهم لم يعثروا على شيئ

الا انه واثناء ذلك لفت إنتباهه زريبة المواشى بداخل الدارأن بها اتربة جديده

وأنها خالية تماما من البهائم ووجد بجوار احد اركانها مياة قد نثرت بطريقة

منتظمه لاتدل على انها مياة مرحاض او مياة حموم تركت بقعة المياه هذه علامة

إستفهام وبدأ يفكر فيها واثناء ذلك بدا الرجل فى الترحاب من جديد معربا عن

حزنه على إختفاء الطفل وقال عم الطفل انا قلتلك يابيه ده جد الولد .. قاطعه

العميد قائلاللقوة المرافقة له إفحتوا هنا مشاورا على المكان الذى لفت إنتباهه وما

ان قام احدهما بتنفيذ الامر

حتى بدت يد الطفل تخرج من تحت التراب معلنة عن وجودها مؤكدة اليد القاتلة

له ساد الهرج والمرج والاستغراب والذهول قد علا وجوه كل الحاضرين وكل

منهم بكلمته ويدأ التحفز ومحاولة النيل من القاتل

وحتى لاتختفى معالم الجريمة وحتى لاينال المتهم من إجراءات الضبط وحتى

يضيق الخناق عليه امر بتبليغ وكيل النائب العام وحضوره فورا لمسرح الجريمه

ويتم التصرف بمعرفته عند ذلك بدأ المتهم فى الأنهيار طالبا العفو من والد الطفل

قائلا انا لم أقصد قتله ولكن قصدى هو خطف الطفل وأقوم بإيهام والده بأن

خاطفى الطفل قد توصل اليهم وطلبوا فديه ثم احصل على النقود وأفك بها رهنية

الارض

ولكن موت الطفل اثناء لفه بالحصير انهى على كل شيئ انا لم أقصد قتله

تحفظت الشرطة على القاتل وإيداعه تحت الحراسة المشددة خوفا من بطش

الاهل والجيران به

قدم المتهم وإبنه الشريك معه فى إرتكاب الجريمه الى محكمة جنايات... ليلقيا

جزاء ما إقترفت أيديهما

رجع العميد الى عمله بعد ان سمع والد الطفل وهو يقول الحمد لله الحمد لله

ملحوظة(احداث هذه الجريمة وقعت, بالفعل فى صيف عام 1986وقام بضبطها صديق لى السيد اللواء.. كتبتها بأسلوبى)